رواية صغيرة في قلب صعيدي الفصل التاسع عشر 19 بقلم دعاء احمد

رواية صغيرة في قلب صعيدي الفصل التاسع عشر 19 بقلم دعاء احمد 


 الفصل التاسع عشر....
سليم اخو جاد نزل بسرعة من العربية هو و مصطفى جريوا على جاد اللي كان بيضر"ب كارم بعنف و غضب

جاد بصراخ حاد
-بقا أنت يا أبن الك'لب داخل تخطف مراتي من أوضة نومها و فاكر أنك هتخرج من البلد دي على رجليك... وحياة أمى لقت"لك يا كارم.

كارم بخوف:هي اللي اغرتني يا جاد و الدليل انها قابلتني في الساحل من وراك و طلبت مني اجيلها صدقني 

جاد لكمه بسرعة و غضب، كارم وقع على الأرض و جاد بيضربه لكن سليم و مصطفى هم اللي انقدوه من ايد جاد و بعدوه عنه

سليم بسرعة :
_متضيعش نفسك يا جاد علشان واحد زي دا..... فوق يا أخي

مصطفى :جاد فكر في ماما دي ممكن تروح فيها لو جرالك حاجة.... فكر في كلام ربنا

"‏مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ"

جاد بحدة :تاخدوه و يفضل تحت عنيكم لحد ما افوق له و اشوف هعمل معه أيه

مصطفى؛ حاضر حاضر...

جاد سابهم و فتح باب العربية الخلفي بص لملاك اللي فاقدة الوعي بقلق و ضرب بخفه على خدها و هو بيحاول يفوقها
:ملاك... ملأك... فوقي .....

بدأت تفتح عنيها الرؤية مشوشة باين عليها الرعب و الخوف و هي شايفاه و خايفه يكون حلم
ملاك:جاد.... كارم... كارم كان في اوضتي

جاد بهدوء :اهدي يا ملاك متخافيش انا جنبك اهدي

حملها و خرج من العربية بص لكارم بكره و استنفار و اتحرك ناحية عربيته و هو بيهمس لملاك بتحذير
-للأسف كان نفسي اخلص عليه النهاردة لكن لسه فيه نفس بس 
 العيب مش عليه لوحده و مش هو بس اللي غلطان و يستاهل.... و اظن انك انتي كمان غلطانة و مخبيه عليا حاجات كتير.... "

ملاك بصتله و فهمت نظراته كأنه عنده انفصام شخصية لحظات يكون خايف عليها و لحظات تانية يكون عايز يولع فيها

كانت هنتكلم لكنه قرب و ربط لها حزام الأمان و لف الناحية التانية يركب في  مكانه

ملاك كانت تتكلم لكن رفع ايده بتحذير
:مش عايز اسمع منك حاجة..... اظن كلامي مفهوم...

ساق عربيته و مشي رجع القصر
دخل و هي ماسكه في ايده و لسه حاسه بدوخة... جاد رغم غضبه و كلام كارم عن مقابلتها ليه في الساحل لكن كان خايف عليها.. حاوط خصرها و هو لابس وش البرود 

سما و الحجة فاطمة اول ما شافوها قاموا 
سما : انتي كويسة يا ملاك











فاطمة:حصل ايه يا جاد و ايه علاقة كارم 

چنا بصتله بتوتر و بلعت ريقها بخوف انه يكون كشفها 
جاد حمل ملاك و طلع اوضته بدون ما يتكلم و هم وراهم 
قعدت على السرير و هم جانبها 
چنا بتوتر:هو ايه علاقة كارم بملاك يا جاد و فين كارم؟ 

جاد بنظرة مخيفه : هرد على سؤالك لما أبوكي عزيز بيه يجيي للصعيد..... بس ساعتها هيقابل العمدة مش جوز بنته... 

 چنا كانت هتموت من الخوف، ملاك كانت بتبص له و هي مش عارفه هو فهم ايه

جاد بهدؤ:ياريت نسيب ملاك ترتاح دلوقتي ياله يا أمي.... معليش يا سما باتي مع ملاك النهاردة 

فاطمة:مش بس نفهم في ايه؟ 

جاد :بعدين يا ماما بعدين خلينا نتكلم بعدين 

فاطمة:حاضر يا ابني 

كلهم خرجوا من الاوضة ماعدا سما و ملاك 
سما :انا عايزاه افهم في ايه و كارم عمل ايه؟ 

ملاك:انا تعبانه يا سما و محتاجة انام

سما؛ و الله ما هسيبك الا لما تقوليلي في ايه و كارم عمل كدا ليه 

ملاك؛ حاضر هحكيلك...... 
بدأت حكيتلها لما قابلت كارم في الساحل و كلامه الغريب عن جاد و انه بيتاجر في السلا"ح و عن موضوع الخلفه و الكلام اللي سمعته من الخدامين 

سما بدهشة :
كارم كداب و الله العظيم كداب.... دا جاد هو اللي كان بيقف لمسعود في موضوع السلا"ح اللي بيدخل البلد و آه يمكن مسعود اللي ضرب عليكم نار بس علشان يخلص من جاد و يعرف يشتغل مش عشان اي حاجة تانية

ملاك:انا عارفه ان جاد لايمكن يشتغل في السلا"ح و كذبته لما قالي بس تنكري موضوع الحمل دا 

سما بهدوء؛ لا مش هنكر يا ملاك.... بس انتي متعرفيش الحكاية كلها أنا كنت عايزاه احكيلك من الاول بس قلت تيجي من جاد هيكون احسن بس طالما الموضوع وصل لهنا لازم اقولك.... بصي يا ستي 
جاد اتجوز چنا كن تلات سنين مكنش كدا اه 
 و كان بيحبها بس بعد سنه واحدة من جوازهم كل حاجة اتغيرت تقريباً و علاقتهم بقيت فيها فتور و خصوصا ان چنا كانت دايما تطلب تسافر برا مصر و هو كان يوافق و يسافروا لكن الموضوع بدا يزيد عن حده لما حس انه مجرد بنك فلوس و بالنسبه ليها جاد كان أسم 
انها تتجوز جاد المحمدي شخص بمكانته و نفوذه اسم كبير مينفعش تخسره 
عارفه لما يبقى زي البرندات.... يبقى معها حاجة مهمة من برند معروف تتفاخر بيه أدام صحابتها مش هو 
جاد بدا يتغير و ينشغل دايما في المصنع علشان ميتعبش من تصرفاتها و كمان لان في شغل بين ابوها و بين جاد 
بس الحج المحمدي كان دايما عايز يشوف حفيد له من ابنه الكبير 
و أصر انهم يكشفوا و يشوفوا ليه الموضوع اتأخر، جاد مكنش مهتم بالموضوع لكن حصل حاجة غيرت كل دا
چنا هانم و والدتها هناء اعترفوا ان چنا عملت عمليه استئصال رحم من قبل جوازهم بمدة طويله و خبوا على جاد 

ملاك بدهشة:معقول 











سما؛ ايوه معقول واحدة زي دي كل همه الفلوس يا ملاك حتى مدتش جاد حق انه يختار اذا كان يكمل معها و لا لاء... لاء دي استنت تلات سنين و بعد قالت 
طبعا والده اتعصب و عملوا مشكلة كبيرة ازاي تخبي حاجة زي دي عليهم طول الفترة دي و حط اللوم كله على جاد 
لأنه مكنش موافق من البداية على جوازهم طبعا جاد مكنش عارف يعمل ايه غير انه يطاوعه في موضوع الجواز و مش مهم اي حاجة تانية.... مش مهم حتى إذ كان عايز كدا و لاء.... و مكنش بيدور علي الحب لانه بقا واثق ان الحب مجرد شمعه كدبه غبيه كل ما يقرب من حد يخدعه.... و دي مكنتش حاجة هينه بالنسبه له علشان كدا 
مكنش عنده اختيار لما اتجوزك بس بان مع انه فعلا مهتم بيك و بيغير عليكي 
اربطي كل الاحداث ببعضها يمكن انتي شايفاه شخص معندوش قلب لكن شوفي أفعاله مش كلامه صدقيني هتفهمي قصدي 

ملاك سكتت.... 
سما: انا هباتي معاكي النهاردة و أنتي فكري يا ملاك.... صحيح جاد مش باين مع چنا هو ليه اوضه جاهزة في الجنينة لما بيضايق بيبات فيها 

ملاك؛ انتي عارفه كويس اوي 

سما بابتسامة؛ علشان جاد اخويا الكبير يا ملاك و انا و مصطفى بقالنا خمس سنين متجوزين يعني معاشره العيلة دي و عارفهم كويس.... حاولي تقربي منه يا ملاك رغم ان جواه شخصيتين عكس بعض بس في الحقيقه شخصيه واحدة مختلفه 
واحد كله هيبه و عقله هو اللي بيتكلم و بياخد القرار لو غار ممكن يتخلى عن هيبته و يتحول لشخص متهور جدا 
و لو حب مش يتنازل عن غروره و كبريائه كرجل لكن هيختص حنيته للي هو بيحبه بس.... انا هقوم اجيب بجامة و أجي 

بعد وقت طويل 
سما كانت نايمة و ملاك قاعدة في البلكونه و هي سرحانة و بتفكر في كلامها و اد ايه چنا كانت أنانية لو كان السبب هو الحب كان ممكن تعذرها لكن چنا محبتش جاد لان مش باين اي احساس بالندم عليها أنها خبت عليه 

قامت بهدوء اخدت حجاب و نزلت... خرجت للجنينة كان نور الاوضة مفتوح و باين انه منامش 
خبطت على الباب... جاد كان بيقلب في الموبيل بلا هدف   
-ادخل 

ملاك دخلت الاوضه لقيته نايم على السرير و بيبصلها بوجه خالي من التعبير

ملاك :أنت كنت نايم 

جاد ببرود:تقريبا 

ملاك بتوتر :خلاص نبقى نتكلم وقت تاني 

لفت هتمشي لكن جاد قام بسرعة و مسك ايدها بضيق و عيونه محاصرها بتركيز












؛ أنتي هتفضلي جبانه كدا لحد امتى.... جايه توجهيني بحاجة ليه الخوف.... خليكي اد المواجهة و اتكلمي. 

ملاك بشراسة و غضب :انا مش جبانه يا جاد متعصبنيش أنت أصلا مش بتديني فرصة اتكلم 

جاد بابتسامة جانبيه ماكرة
-طب ما تتكلمي يا ملاك...... و لا تحبي اقولك اللي انتي مش عارفه تقوليه، و لا تحبي تسمعي اللي جوايا أنا 
من امتى و انتي بتسحميلي أقرب من حاجة تخصني أنت من امتى  مراعية وجودي من أمتي! 

اه المفروض انا بس اللي اقدر وجودك في حياتي طب و أنتي ايه... أنا فين؟ 
مش من حقي إني اتعامل معاكي كاي زوجين طبيعين... الكلام بحساب... النظرة... الابتسامة... جايز في ظروف في جوازنا لكن دا واقع و حقيقي 
انتي مش مراعيه وجودي و لا شكلي و مقامي أدام اخواتي و عيلتي

ملاك باستغراب و دهشة؛ انت بتقول ايه يا جاد.... أنت اكيد فهمت حاجة غلط انا و هو مفيش بينا حاجة علشان تقول كدا ... انت بتقول ايه 

جاد مسكها من دراعها و قربها منه بغضب :
-بقول اللي بشوفه في عيونك.... اني مش راجل من وجهة نظرك، مش راجل تعتمدي عليه... مش من حقي اكون مصدر امانك و مش من حقي اعرف بزيارة كارم ليكي في الساحل.... أنتي عارفه أنا لأول مرة اشوف نفسي قليل في عيون حد يا ملاك 
كل دا ليه علشان في لحظة غضب قلتلك كلام جرحك، اعتذرتلك بعدها و قلتلك أني كنت في لحظة غضب و غيران من فكرة انك عايزه تكوني لحد تاني غيري 
كان من حقي عليكي انك تقوليلي باللي عمله و لا انتي شايفني صغير اوي كدا... 
تخيلي لو كان أخدك و بعدها نشر اشاعات أن مرات جاد المحمدي هربت فكري في نفسك كان هيعمل فيكي ايه 

ملاك بدموع و هي بتبص له :
_دراعي بيوجعني يا جاد 












جاد غمض عنيه بتعب و سابها إدخالها ضهره :
-امشي يا ملاك روحي نامي.... أنا كمان محتاج انام 

ملاك بغضب و هي بتقف ادامه و بتتكلم بصراحة  :
-أنت عايز تحط اللوم كله عليا و فاكر اني هقف ساكته كدا
طب و أنت ليه مفكرتش فيا.... ليه مفكرتش اني حسيت بالإهانة من اول يوم شفتك فيه 
ليه ماشوفتش ان البنت اللي واقفه ادامك دي تعبت 
و أنت كملت و دوست عليها .... ليه عايز تحملني اللوم و العتاب يا جاد 
أنا فجأة لقيت نفسي مراتك و أنت متجوز و فجأة اتفاجا باخو مراتك جاي ورانا و بيقولي انه بيحبني ازاي اصلا و هو مشفنيش غير مرتين تلاتة.... و نظراته كله مقززه 
شخص بيقولي ان جوزك عايز يخلف منك مش أكتر و بعدها هيكتب طفلك باسم اختي و يرميكي في الشارع و يرميلك قرشين 
و انا كل مرة كنت مستنيه منك انك تصارحني و تقولي على موضوع چنا لكن أنت مصمم تكون ساكت و غامض 
اثق فيك ازاي..... 

جاد كان بيسمعها بوش خالي من التعبير لكن كان مصدوم أنها فعلا عارفه موضوع الخلفه و الاتفاق اللي بينه و بين ابوه و والد چنا 
و لأول مرة يحس أنه خايف..  خايف يتعلق بيها او يحبها و يرجع يتخدع 

ملاك :اتكلم قول اي حاجة... كدبني قول ان دي كدبه.... انطق قول اي حاجة

جاد مردش 
 اتكلمت بهدوء و تعب من سكوته
: انا شايفه ان كل واحد فينا يروح لحاله و كفايه وجع لحد كدا 
علشان انا حقيقي تعبت 

الفصل١٩.... صغيرة في قلب صعيدي


                       الفصل العشرون من هنا 

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×